في اليوم الدولي للمرأة، نحتفي بما تبذله النساء والفتيات السوريات من جهود دؤوبة وما يقدمنه من مساهمات لا غنى عنها في إطار سعيهن بثبات نحو تحقيق العدالة والمساءلة رغم المخاطر والتحديات العديدة التي يواجهنها.
فما فتئت المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات والمنظمات التي تقودها الحركة النسوية يشاركن بنشاط في أعمالنا، لا من خلال مشاركة المواد ذات القيمة الكبيرة فحسب، وإنما أيضاً من خلال رسم ملامح الاستراتيجية الجنسانية للآلية وخطة التنفيذ بما يُسهمن به من رؤى نيرة.
إن المرأة السورية ما برحت، طوال فترة النزاع وحتى اليوم، تبدي قدراً لا يُستهان به من القدرة على الصمود والتصميم، وهو ما يضمن تقديم الدعم إلى الضحايا والناجيات في شتى المجتمعات على اختلافها وتنوعها بغية التغلب على العقبات التي تحول دون تحقيق العدالة. وتلتزم الآلية بالدعوة إلى إتاحة المجال لسماع أصواتهن في جميع إجراءات العدالة الدولية. إذ تتطلب العدالة الشاملة للجميع اتخاذ خطوات استباقية، بدءاً بتحديد الشاهدات وإجراء مقابلات معهن لإدراجهن في عملية جمع الأدلة، وانتهاءً بما تقدمه إلى السلطات القضائية المختصة من منتجات تحليلية تجسد الأضرار ذات الطابع الخاص التي تتعرض لها النساء والفتيات.
وقد أثمرت المناقشات التي أُجريت مع الفتيات داخل سوريا كذلك عن إثراء استراتيجيتنا المتعلقة بالأطفال والشباب المُقرَّر نشرها على الجمهور هذا العام. وبمناسبة حلول هذا اليوم، دعونا نجدد ما قطعناه على أنفسنا من التزام بإقامة عالم يخلو فيه مستقبلهن من التفاوتات الاجتماعية والقانونية، ويجتاز فيه حقهن في العدالة الحدودَ الفاصلةَ بين الجنسين.
فتحيةً منا لجهودنا الجماعية الرامية إلى ضمان الوصول إلى عالم تنعم فيه النساء والفتيات بالعدل والإنصاف، لا في هذا اليوم فحسب، وإنما في كل يوم من أيام العام.